و إليك الآن بعض النقاط المهمة التي تحدد
أهمية الأدب في حياتك:
1)
الأدب شرع:
قال الله جلّ و
علا:{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي
رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً} [الأنعام:161] فلك –بنيّتي- أن تفخري لأن ديننا دين قيِّم وهو دين القِيَم؛ فشريعتنا
-ولله الحمد والمنة- هي الإسلام، والإسلام العظيم قد تكفل للمجتمع بالسعادة إن اتبع
الآداب التي سنها وشرعها الله ورسوله له؛ إذ قال سبحانه:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن
ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً
طَيِّبَةً}[ النحل:
97].
فالباحثون عن الحياة الطيبة إذن يلزمهم عمل
الصالحات التي أمرت بها الشريعة ليتحقق لهم وعد الله سبحانه بالحياة الطيبة، وما
الأعمال الصالحة إلا مجموعة من الآداب، أو هي وسيلة تحصليها، فسيادة الأدب بين
الناس مقياس لاستفادتهم من هذه النصوص وقبولهم لها، وعدم تطبيق هذه الآداب السلوكية
هو مؤشر خطير على تقايل الناس هذه الشرائعَ أو على الأقل دلالة على
إهمالها.
2)
إصلاح المجتمع:
الأدب في التعامل وإنزال الناس منازلهم
وكفالة حقوقهم يورث الألفة، وينزع البغضاء، ويسلّ السخيمة من القلوب، فتصفو وتحن
وترق، وتسود المجتمعَ الأخوةُ والمحبةُ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا
ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه".(صحيح،
مسند الإمام أحمد: 5/323)
3)
الأدب طريق العلم النافع:
قال تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ}[المجادلة:11] فما أحوجنا اليوم إلى العلم النافع الذي يأخذ بأيدينا إلي
دروب التقدم والعزة والرفعة التي افتقدناها طويلاً، والتي توصلنا إلى مرضاة ربنا
بعيداً عن الهوى والجهل إذ هما متلازمان، والأدب يخلصك منهما، والطالب للعلم – أي
علم كان – لن يناله بدون أن يتأدب أولاً، وإذا نال بعضاً من العلم بدون تأدب فسيكون
وبالا عليه في الدنيا والآخرة لأنه سيكون من جملة علماء السوء، وقد حذر السلف
كثيراً من طلب العلم بدون أدب.
قال أحد السلف: "من أراد العلم والفقه بغير
أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله" وقال آخر: "بالأدب تتفهم العلم، وبالعلم
يصح لك العمل".