منتدي الرسالة
منتدي الرسالة
منتدي الرسالة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدي اسلامي ثقافي علي منهج أهل السنة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تم بفضل الله تدشين سفينة الرسالة من مرسي الدنيا الفانية وصولا الي مرسي الاخرة والنجاة من نار جهنم الي جنات الفردوس الاعلي فهيا اركبوا معنا ،،،،؟
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» الورده الباقيه
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 28, 2012 10:59 am من طرف حفيدة عمر

» لاتعود ابنك على هذه العاده
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 28, 2012 10:41 am من طرف حفيدة عمر

» قصة أصحاب السبت
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 21, 2012 12:12 pm من طرف فارس التوحيد

» قصةسبأ
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 21, 2012 12:09 pm من طرف فارس التوحيد

» قصةالخضر
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 21, 2012 12:07 pm من طرف فارس التوحيد

» قصة بقرة بنى لإسرائيل
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 21, 2012 12:05 pm من طرف فارس التوحيد

» كــــــــــــتاب الرحيق المختوم صفي الرحمن المباركفوري
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 20, 2012 11:24 am من طرف حفيدة عمر

» حب الرسول واتباع السنة
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 20, 2012 11:18 am من طرف فارس التوحيد

» الصحابة واتباع الرسول
الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 20, 2012 11:14 am من طرف فارس التوحيد

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



rss

منتدي الرسالة

↑ Grab this Headline Animator

المواضيع الأكثر نشاطاً
دروس في شرح المنطق ( هل تريد أن تفهم المنطق وأنت جالس في بيتك ) تفضل بالدخول::
معجزات النبى مع القرآن
من العام الأول حتى عام 10 هجري 622 : 631 م
العرب الأرض والشعب والحكم والاقتصادوالديانة
الإمام أبو حنيفة
معجزاته صل الله عليه وسلم فى الرؤيا
مفاتيح الرزق
العبادات - الطهارة - وأقسام المياه
من العام 53قبل الهجرة حتى العام الأول للهجرة 571 : 622 م
المعتقد الصحيح في أركان الإيمان الستة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدي الرسالة على موقع حفض الصفحات
rss

منتدي الرسالة

↑ Grab this Headline Animator

ترتيب اليسكا

 

 الإمام أبو حنيفة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فارس التوحيد
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة



الاوسمة : الإمام أبو حنيفة Networkmsr.com.b7f86e8902 الإمام أبو حنيفة Jb12915568671
عدد المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 07/09/2012

الإمام أبو حنيفة Empty
مُساهمةموضوع: الإمام أبو حنيفة   الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 5:03 pm

الإمام
أبو حنيفة


الإمام
أبو حنيفة من أئمة المذاهب الأربعة المتبعة، أخذ العلم عن شيوخ التابعين، وأخذ عنه
جملة من علماء المسلمين الأعلام، كان ورعاً فقيهاً متبعاً للسنة المطهرة، وقد أثنى
عليه علماء عصره، ابتلي بمحنة تولية القضاء من قبل المنصور فأبى، فسجن حتى مات رحمه
الله تعالى.
بين
يدي ترجمة الإمام أبي حنيفة

إن
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه
وسلم تسليماً.
أما بعد: فهذه الجولة في السلسلة المباركة (من أعلام السلف) مع
إمام من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة، وكلهم فاضل كريم، وإنما تأخرت في
إنجاز ترجمته لأمور: أولها: أن الأمور تجري بالمقادير، والذي يملك مفاتيح خزائن
السماوات والأرض هو الذي يملك قلوب العباد.
ثانيها: همة البحث والتوفيق بيد الله
عز وجل، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لطاعته وأن يعرضنا لأسباب رحمته
وجنته.
ثالثها: أن هذا الإمام تباينت أقوال الناس فيه تبايناً بالغاً، فمن معظم
له أشد التعظيم، فمقدم له على جميع العلماء، وهم متعصبة الأحناف، وفي مقابلهم من
انتقصه وطعن في حفظه وفضله.
وقد ساق الخطيب رحمه الله في ترجمته أقوال الفريقين،
إلا أن أسانيد من طعن فيه الغالب عليها الضعف الشديد، وبعد تتبع سيرته، وانتقاء
أبعد الروايات عن الغلو اتضحت لنا بفضل الله عز وجل الأمور، وظهر ما أخبر به
الخريبي: لا يقع في أبي حنيفة إلا جاهل أو حاسد.
وإذا كان الأصل في المسلم حسن
الظن، فكيف بمن شهد له علماء عصره الأثبات بالعدالة والفقه والشرف والفضل؟! وكيف
بمن امتلأت قلوب المسلمين بمحبته، وشغلت الألسن بالثناء عليه، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم: (تلك عاجل بشرى المؤمن)؟! فالإمام أبو حنيفة تباينت فيه أقوال
الناس، فبعض الناس يرفعه فوق كل الأئمة أصحاب المذاهب الأربعة وغيرهم، وبعضهم يطعن
فيه، ومع تتبع الأخبار وجد أن الذين مدحوا هذا الإمام هم الذين معهم الحق، وكما
سنرى في خاتمته وفي ترجمته كيف أنه إمام عظيم من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب
المتبعة لهم فضل وشرف، ونظن أن لهم نية حسنة؛ لأن المذاهب كانت كثيرة جداً،
والعلماء كانوا كثيرين، فقد يوجد في القرية الواحدة ما يزيد على مائة عالم، ولكن
الذين بقي علمهم وبقيت مذاهبهم ونقلت أخبارهم هم هؤلاء الأئمة أصحاب المذاهب
الأربعة المتبعة.
قال التاج السبكي: ينبغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب
مع الأئمة الماضين، وألا تنظر إلى كلام بعضهم في بعض إلا إذا أتى ببرهان واضح، ثم
إن قدرت على التأويل وحسن الظن فدونك، وإلا فاضرب صفحاً عما جرى بينهم؛ فإنك لم
تخلق لهذا، فاشتغل بما يعنيك ودع ما لا يعنيك، ولا يزال طالب العلم عندي نبيلاً حتى
يخوض فيما جرى بين السلف الماضين ويقضي لبعضهم على بعض، فإياك ثم إياك أن تصغى إلى
ما اتفق بين أبي حنيفة وسفيان الثوري، أو بين مالك وابن أبي ذئب، أو بين أحمد بن
صالح والنسائي أو بين أحمد والحارث بن أسد المحاسبي.
ففي كل زمن هناك شيء من
تغاير العلم، ومن طبيعة البشر بين بعض العلماء، ولكنهم نسور في الفضاء ونحن أفراخ
على الأرض.
وهلم جراً إلى زمن العز بن عبد السلام، والتقي ابن الصلاح؛ فإنك إذا
اشتغلت بذلك خشيت عليك الهلاك، فالقوم أئمة أعلام، ولأقوالهم محامل، وربما لم تفهم
بعضها، فليس لك إلا الترضي عنهم، والسكوت عما جرى بينهم، كما نقول فيما جرى بين
الصحابة رضي الله عنهم.
أي: نقول بقوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا
يَعْمَلُونَ} [البقرة:134].
وعن يحيى بن معين قال: سمعت يحيى القطان يقول:
جالسنا والله أبا حنيفة وسمعنا منه، وكنت والله إذا نظرت إليه عرفت في وجهه أنه
يتقي الله عز وجل.
ويحيى بن معين، هو إمام الجرح والتعديل.
وقال سفيان بن
عيينة: ما قدم مكة رجل في وقتنا أكثر صلاة من أبي حنيفة.
وروى الخطيب بسنده
أبياتاً مدح فيها ابن المبارك مدح فيها أبا حنيفة رحمه الله فقال: رأيت أبا حنيفة
كل يوم يزيد نبالة ويزيد خيراً وينطق بالصواب ويصطفيه إذا ما قال أهل الجور جوراً
يقايس ما يقايسه بلب فمن ذا يجعلون له نظيراً كفانا فقد حماد وكانت مصيبتنا به
أمراً كبيراً وهو حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
فرد شماتة الأعداء عنا
وأبدى بعده علماً كثيراً رأيت أبا حنيفة حين يؤتى ويطلب علمه بحراً غزيراً إذا ما
المشكلات تدافعتها رجال العلم كان بها بصيراً فهذا من مدح عبد الله بن المبارك إمام
المسلمين لـ أبي حنيفة رحمه الله.
وبعد! فلسنا مع متعصبة
الأح

التعريف
بالإمام أبي حنيفة

اسمه
ومولده وصفته: اسمه: النعمان بن ثابت بن زوطي التيمي الكوفي مولى بني تيم بن ثعلبة،
وقيل: سبب تكنيته بـ أبي حنيفة ملازمته للدواة المسماة حنيفة بلغة العراق ولاجتهاده
في طلب العلم، فـ أبو حنيفة كنية وليست اسماً.
مولده: ولد سنة (80) بالكوفة في
خلافة عبد الملك بن مروان، في حياة صغار الصحابة، ورأى أنس بن مالك لما قدم عليهم
الكوفة، ولم يثبت له حرف عن أحد من الصحابة.
فـ أبو حنيفة يعتبر من صغار
التابعين، وهو في طبقة الأعمش، ولذلك يقول أبو حنيفة: إذا جاء الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس، وإن جاء عن الصحابة فعلى العين والرأس، وإن
جاء عن التابعين فنحن رجال وهم رجال.
صفته: قال أبو يوسف رحمه الله: كان ربعة
-يعني: ليس طويلاً ولا قصيراً- من أحسن الناس صورة، وأبلغهم نطقاً، وأكملهم
إيراداً، وأحلاهم نغمة، وأبينهم حجة على من يريد.
وقال حماد ولده: كان طويلاً
-يعني: يميل إلى الطول أكثر منه إلى القصر- يعلوه سمرة، جميلاً حسن الوجه، هيوباً
لا يتكلم إلا جواباً، ولا يخوض فيما لا يعنيه.
وقال أحمد بن حجر الهيتمي: ولا
تنافي بين كونه ربعة وبين كونه طويلاً؛ لأنه قد يكون مع كونه ربعة أقرب إلى
الطول.
وقال ابن المبارك: كان حسن الوجه، حسن الثياب.
وكان تاجراً فهو كثير
المال.
وقال عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة: رأيت أبا حنيفة شيخاً يفتي الناس
بمسجد الكوفة على رأسه قلنسوة سوداء طويلة.

ثناء
العلماء على أبي حنيفة والرد على من طعن فيه

قال
الفضيل بن عياض: كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه مشهوراً بالورع، واسع
المال، معروفاً بالإفضال على من يطيف به، صبوراً على تعليم العلم بالليل والنهار،
حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام، حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن
يدل على الحق، هارباً من مال السلطان.
وزاد ابن الصباح: وكان إذا وردت عليه
مسألة فيها حديث صحيح اتبعه، وإن كان عن الصحابة والتابعين وإلا قاس وأحسن
القياس.
وعن أبي بكر بن عياش قال: مات عمر بن سعيد أخو سفيان بن سعيد الثوري
فأتينا نعزيه فإذا المجلس غاص بأهله، وفيهم عبد الله بن إدريس إذ أقبل أبو حنيفة في
جماعة معه فلما رآه سفيان تحرك من مجلسه ثم قام فاعتنقه وأجلسه في موضعه وقعد بين
يديه.
قال أبو بكر: فاغتظت عليه، يعني: كأنه كره أن يفعل سفيان ذلك بـ أبي
حنيفة.
وقال ابن إدريس: ويحك ألا ترى؟ فجلسنا حتى تفرق الناس، فقلت لـ عبد الله
بن إدريس: لا تقم حتى نعلم ما عنده في هذا.
يعني: أرادوا أن يسألوا سفيان الثوري
عما فعله مع أبي حنيفة.
فقلت: يا أبا عبد الله! رأيتك اليوم فعلت شيئاً أنكرته
وأنكره أصحابنا عليك، قال: وما هو؟ قلت: جاءك أبو حنيفة فقمت إليه وأجلسته في مجلسك
وصنعت له صنيعاً بليغاً، وهذا عند أصحابنا منكر، فقال: وما أنكرت من ذاك؟ هذا رجل
من العلم بمكان، فإن لم أقم لعلمه قمت لسنه، وإن لم أقم لسنه قمت لفقهه، وإن لم أقم
لفقهه قمت لورعه، فأحجمني فلم يكن عندي جواب.
فالصراع كان بين مدرسة الرأي مع
مدرسة الحديث.
وعن أبي وهب محمد بن مزاحم قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول:
رأيت أعبد الناس، ورأيت أورع الناس، ورأيت أعلم الناس، ورأيت أفقه الناس، فأما أعبد
الناس فـ عبد العزيز بن أبي رواد، وأما أورع الناس فـ الفضيل بن عياض، وأما أعلم
الناس فـ سفيان الثوري، وأما أفقه الناس فـ أبو حنيفة، فيقصد بالفقه هنا القدرة على
القياس واستنباطه للأحكام، ثم قال: ما رأيت في الفقه مثله.
وعن يحيى بن معين
قال: كان أبو حنيفة ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا
يحفظ.
وبعض الناس ضعفوه في الحديث.
وعن أبي وهب محمد بن مزاحم قال: سمعت عبد
الله بن المبارك يقول: لولا أن الله أعانني بـ أبي حنيفة وسفيان لكنت كسائر
الناس.
وعن الشافعي قال: قيل لـ مالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلاً
لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته.
وعن قيس بن ربيع قال: كان
أبو حنيفة ورعاً تقياً مفضلاً على إخوانه.
وعن شريك قال: كان أبو حنيفة طويل
الصمت، كثير العقل.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحلم من أبي
حنيفة.
وعن أبي معاوية الضرير قال: حب أبي حنيفة من السنة.
وقال الشافعي:
الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
وقال الذهبي: وكان من أذكياء بني آدم، جمع
الفقه والعبادة والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة.
فهذا كلام العلماء
الذين مدحوا أبا حنيفة وأثنوا على علمه وفقهه وورعه وعبادته.
وقال ضرار بن صرد:
سئل يزيد بن هارون أيهما أفقه الثوري أو أبو حنيفة؟ فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان
أحفظ للحديث، فـ سفيان الثوري كان واسع العلم جداً بالحديث، فهو أمير المؤمنين في
الحديث، أما الذي يستنبط ويقيس فـ أبو حنيفة فهو أفقه.
قال في هامش السير: وأما
ما يؤثر عن النسائي وابن عدي من تضعيفهم لـ أبي حنيفة من جهة حفظه فهو مردود لا
يعتد به في جنب توثيق أئمة الجرح والتعديل، من أمثال علي بن المديني ويحيى بن معين
وشعبة وإسرائيل بن يونس ويحيى بن آدم وعبد الله بن داود الخريبي والحسن بن صالح
وغيرهم، فهؤلاء كلهم معاصرون لـ أبي حنيفة أو قريبو العهد به، وهم أعلم الناس به،
وأعلم من النسائي وابن عدي.
فـ النسائي متأخر عنه فقد مات سنة (303)
هـ

عبادة
الإمام أبي حنيفة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrsalh.roo7.biz
فارس التوحيد
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة



الاوسمة : الإمام أبو حنيفة Networkmsr.com.b7f86e8902 الإمام أبو حنيفة Jb12915568671
عدد المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 07/09/2012

الإمام أبو حنيفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أبو حنيفة   الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 5:03 pm

عبادة
الإمام أبي حنيفة

عن
أسد بن عمرو أن أبا حنيفة رحمه الله صلى العشاء والصبح بوضوءٍ أربعين سنة.
وعن
بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً
يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما
لم أفعله، فكان يحيي الليل صلاة وتضرعاً ودعاءً.
وعن المثنى بن رجاء قال: جعل
أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقاً أن يتصدق بدينار، وكان إذا أنفق على عياله
نفقة تصدق بمثلها.
وقال أبو عاصم النبيل: كان أبو حنيفة يسمى الوتد، لكثرة
صلاته.
وعن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبيه أنه صحب أبا حنيفة ستة أشهر قال:
فما رأيته صلى الغداة -أي: الصبح- إلا بوضوء عشاء الآخرة، وكان يختم كل ليلة عند
السحر.
وعن القاسم بن معن: أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى: {بَلِ
السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46] ويبكي ويتضرع
إلى الفجر.
وقال الفضل بن دكين وكنيته أبو نعيم: رأيت جماعة من التابعين وغيرهم
فما رأيت أحسن صلاة من أبي حنيفة، ولقد كان قبل الدخول في الصلاة يبكي
ويدعو.
وقالت أم ولد لـ أبي حنيفة، وأم الولد: أمة وطأها فأنجبت له، فالولد يكون
تبعاً لأبيه فيكون سيداً لا عبداً، فلو مات سيدها عتقت، وقد نهي عن بيع أمهات
الأولاد.
وقالت أم ولد لـ أبي حنيفة: ما توسد فراشاً بليل منذ عرفته، وإنما كان
نومه بين الظهر والعصر بالصيف، وأول الليل بمسجده في الشتاء.
وقال ابن أبي رواد:
ما رأيت أصبر على الطواف والفتيا بمكة منه، إنما كان كل الليل والنهار في طلب
الآخرة والنجاة، ولقد شاهدته عشر ليال فما رأيته نام بالليل ولا هدأ ساعة من نهار
من طواف وصلاة أو تعليم.
وعن سفيان بن عيينة قال: ما قدم مكة رجل في وقتنا أكثر
صلاة من أبي حنيفة.

ورع
الإمام أبي حنيفة

عن
عبد الله بن المبارك قال: قدمت الكوفة فسألت عن أورع أهلها فقالوا: أبو
حنيفة.
وقال مكي بن إبراهيم: جالست الكوفيين فما رأيت أورع من أبي حنيفة.
وعن
علي بن حفص البزار قال: كان حفص بن عبد الرحمن شريك أبي حنيفة، وكان أبو حنيفة يجهز
عليه -يعني: يرسل له بثياب وشريكه يبيعها- فبعث إليه رفقة بمتاع -والرفقة هم
الأصحاب- وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته فبين، فباع حفص المتاع ونسي
أن يبين، ولم يعلم لمن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع
كله.

سماحة
الإمام أبي حنيفة وكرمه

عن
قيس بن ربيع قال: كان أبو حنيفة رجلاً ورعاً فقيهاً محسوداً -يعني: لكثرة النعم
عليه- كثير الصلة والبر لكل من لجأ إليه، كثير الإفضال على إخوانه.
وعن حفص بن
حمزة القرشي قال: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة،
فإذا قام سأل عنه فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده، حتى يجره إلى مواصلته، وكان
أكرم الناس مجالسة.

اتباع
أبي حنيفة للسنة

عن
سعيد بن سالم البصري قال: سمعت أبا حنيفة يقول: لقيت عطاء بمكة فسألته عن شيء فقال:
من أين أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، قال: أنت من القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا
شيعاً؟ قلت: نعم، قال: فمن أي الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر،
ولا يكفر أحداً بذنب، قال: فقال لي عطاء: عرفت فالزم.
قال أحمد بن حجر الهيتمي
المكي: اعلم أنه يتعين عليك ألا تفهم من أقوال العلماء عن أبي حنيفة وأصحابه أنهم
أصحاب الرأي أن مرادهم بذلك تنقيصهم، ولا نسبتهم إلى أنهم يقدمون رأيهم على سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على قول أصحابه؛ لأنهم براء من ذلك، فقد جاء عن
أبي حنيفة من طرق كثيرة ما ملخصه: أنه أولاً يأخذ بما في القرآن، فإن لم يجد
فبالسنة، فإن لم يجد فبقول الصحابة، فإن اختلفوا أخذ بما كان أقرب إلى القرآن
والسنة من أقوالهم ولم يخرج عليهم.
-يعني: أن الصحابة إذا اختلفوا على قولين فلا
بد أن يكون الحق منحصراً في القولين، لا يكون هناك قول ثالث؛ لأن الحق لا يضيع في
الأمة، فإن اختلفوا أخذ بما كان أقرب إلى القرآن أو السنة من أقوالهم ولم يخرج
عليهم.
ثم قال: فإن لم يجد لأحد منهم قولاً لم يأخذ بقول أحد من التابعين، بل
يجتهد كما اجتهدوا.
فكان رحمه الله لا يقدم رأيه على القرآن والسنة ولا على كلام
الصحابة إذا اتفقوا، وإذا اختلفوا فيتخير من أقوالهم الأقرب إلى الكتاب والسنة، وهو
أحد التابعين وإن كان من صغارهم فكان يجتهد ويقول: هم رجال ونحن رجال، لأنه ولد سنة
(80) هـ فهو قريب من عصر النبوة.
وقال الفضيل بن عياض: إن كان في المسألة حديث
صحيح تبعه، وإن كان عن الصحابة أو التابعين فكذلك، وإلا قاس فأحسن القياس.
وقال
ابن المبارك رواية عنه: إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس
والعين، وإذا جاء عن الصحابة اخترنا ولم نخرج عن أقوالهم، وإذا جاء عن التابعين
زاحمناهم.
وعنه أيضاً: عجباً للناس! يقولون: أفتى بالرأي وما أفتى إلا
بالأثر.
وعنه أيضاً: ليس لأحد أن يقول برأيه مع كتاب الله تعالى، ولا مع سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مع ما أجمع عليه الصحابة، وأما ما اختلفوا فيه
فنتخير من أقوالهم أقربه إلى كتاب الله تعالى أو إلى السنة ونجتهد، وما جاوز ذلك
فالاجتهاد بالرأي لمن عرف الاختلاف وقاس، وعلى هذا كانوا.
يعني: فلا يجوز القياس
مع وجود النص؛ لأن القياس كأكل الميتة للمضطر، فإذا لم يوجد في المسألة نص من
الكتاب أو السنة فينظر في إجماع الصحابة، فإن كانت المسألة غير منصوصة فالقياس يلجأ
إليه عند الاضطرار، وكل قياس مهما كان حسناً من حيث النظر إذا صح الحديث بخلافه فهو
مردود بالقادح من مسمى فساد الاعتبار.

محنة
الإمام أبي حنيفة

عن
عبيد الله بن عمرو أن ابن هبيرة ضرب أبا حنيفة مائة سوط وعشرة أسواط في أن يلي
القضاء فأبى، وكان ابن هبيرة عامل مروان على العراق في زمن بني أمية.
وعن يحيى
بن عبد الحميد عن أبيه قال: كان أبو حنيفة يخرج كل يوم -أو قال: بين الأيام- فيضرب
ليدخل في القضاء فأبى، ولقد بكى في بعض الأيام، فلما أطلق قال لي: كان غم والدتي
أشد علي من الضرب، فهو يبكي؛ لأنه يعلم أن والدته في غم من أجل أنه يضرب.
وعن
بشر بن الوليد قال: طلب المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء وحلف ليلين فأبى،
وحلف: إني لا أفعل، فقال الربيع الحاجب: ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف، فقال:
أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني، فهو أغنى مني يمكن أن يكفر عن يمينه، فأمر
به إلى السجن فمات فيه ببغداد.
وقيل: دفعه أبو جعفر إلى صاحب شرطته حميد الطوسي
فقال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي: اقتله أو اقطعه -يعني:
اقطع يده- أو اضربه ولا أعلم بقصته فماذا أفعل؟ فقال: هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر
قد وجب أو بأمر لم يجب؟ قال: بل بما قد وجب، قال: فبادر إلى الواجب.
وعن مغيث بن
بديل قال: دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع فقال: أترغب عما نحن فيه؟ فقال:
لا أصلح، قال: كذبت، قال: قد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح إن كنت كاذباً، فإن
كنت صادقاً فقد أخبرتكم أني لا أصلح، فحبسه.
وروى نحوها إسماعيل بن أويس عن
الربيع الحاجب وفيها قال أبو حنيفة: والله ما أنا بمأمون الرضا، فكيف أكون مأمون
الغضب فلا أصلح لذلك؟ قال المنصور: كذبت بل تصلح، فقال: كيف يحل أن تولي من يكذب؟
وقيل: إن أبا حنيفة ولي القضاء، فقضى قضية واحدة، وبقي يومين ثم اشتكى ستة أيام
وتوفي.
وقال الفقيه أبو عبد الله الصيمري: لم يقبل العهد بالقضاء فضرب وحبس ومات
بالسجن.
وقيل: سقي السم كما سيأتي.

شيوخ
وتلاميذ الإمام أبي حنيفة

شيوخه:
قال الحافظ روى عن عطاء بن أبي رباح وعاصم بن أبي النجود إمام القراءات، وعلقمة بن
مرثد وحماد بن أبي سليمان، فهذا هو شيخه المباشر الذي كان في حلقته وعلى كرسيه
بعدما توفي، والحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وأبي جعفر محمد بن علي وعلي بن الأقمر
وزياد بن علاقة وسعيد بن مسروق الثوري والد سفيان وعدي بن ثابت الأنصاري وعطية بن
سعيد العوفي وأبي سفيان السعدي وعبد الكريم بن أبي أمية ويحيى بن سعيد الأنصاري من
صغار التابعين وهشام بن عروة وآخرين.
تلامذته: قال الحافظ: وعنه ابنه حماد
وإبراهيم بن طهمان وحمزة بن حبيب الزيات وزفر بن الهذيل وأبو يوسف القاضي وأبو يحيى
الحماني وعيسى بن يونس ووكيع ويزيد بن زريع وأسد بن عمرو البجلي
وغيرهم.

براعة
الإمام أبي حنيفة في الفقه

قال
يحيى بن سعيد القطان: لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة.
وقال علي
بن عاصم: لو وزن علم أبي حنيفة بعلم أهل زمانه لرجح عليهم.
وقال حفص بن غياث:
كلام أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر، لا يعيبه إلا جاهل.
وروي عن الأعمش أنه
سئل عن مسألة فقال: إنما يحسن هذا النعمان بن ثابت وأظنه بورك له في عمله.
لعله
في علمه، وهذه أيضاً شهادة من الأعمش وهو من الأئمة كما مر في الترجمة
السابقة.
وقال جرير: قال لي المغيرة: جالس أبا حنيفة تفقه، فإن إبراهيم النخعي
لو كان حياً لجالسه.
وقال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس.
وقال الشافعي:
الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
وقال الذهبي: الإمامة في الفقه ودقائقه
مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه.

وفاة
الإمام أبي حنيفة

قال
الذهبي في العبر: روي أن المنصور سقاه السم فمات شهيداً رحمه الله.
وقال
الهيثمي: روى جماعة أنه رفع إليه قدح فيه سم ليشرب فامتنع، وقال: إني لأعلم ما فيه،
ولا أعين على قتل نفسي، فطرح ثم صب في فيه قهراً فمات.
وقيل: إن ذلك كان بحضرة
المنصور، وصح أنه لما أحس بالموت سجد وخرجت نفسه وهو ساجد.
وقيل: الامتناع عن
القضاء لا يوجب للمنصور أن يقتله هذه القتلة الشنيعة، وإنما السبب في ذلك أن بعض
أعداء أبي حنيفة دس إلى المنصور أن أبا حنيفة هو الذي أثار عليه إبراهيم بن عبد
الله بن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم الخارج عليه بالبصرة، فخاف خوفاً
شديداً ولم يقر له قرار، وأنه قواه بمال كثير، فخشي المنصور من ميله إلى إبراهيم؛
لأنه -أعني: أبا حنيفة - كان وجيهاً ذا مال واسع التجارة، فطلبه لبغداد ولم يجسر
على قتله بغير سبب، فطلب منه القضاء مع علمه بأنه لا يقبله ليتوصل بذلك إلى
قتله.
واتفقوا على أنه رحمه الله مات سنة (150) عن (70) سنة.
قال كثيرون:
وكان موته في رجب، وقيل: شعبان، وقيل: نصف شوال، ولم يخلف غير ولده حماد فرحمه الله
عز وجل رحمة واسعة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم وبارك
على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrsalh.roo7.biz
فارس التوحيد
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة



الاوسمة : الإمام أبو حنيفة Networkmsr.com.b7f86e8902 الإمام أبو حنيفة Jb12915568671
عدد المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 07/09/2012

الإمام أبو حنيفة Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الأوزاعي   الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 5:05 pm

الإمام
الأوزاعي


الإمام
الأوزاعي رحمه الله تعالى من أئمة أتباع التابعين، ومن علماء الشام الغر الميامين،
جمع بين العلم والأدب، والعبادة والخشية، وعدم المداهنة للخلق، فلذلك هابه الملوك
والسلاطين، فما أحوج العلماء والدعاة وطلاب العلم إلى معرفة سيرته والانتفاع
بها!
بين
يدي ترجمة الإمام الأوزاعي

إن
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
تسليماً.
أما بعد: فما زلنا بحمد الله تعالى سعداء بصحبة الركب المبارك أعلام
السلف، وعالمنا وعلمنا في هذه الترجمة إمام مبارك من أئمة أتباع التابعين، ومن
علماء الشام الغر الميامين، جمع العلم والأدب، والعبادة والخشية، فكان لا يهاب
الملوك الجبابرة، وتهابه الملوك لقوته في الحق، وعدم مداهنته للخلق، فما أحوج
الطلاب والعلماء إلى معرفة سيرته والانتفاع ببركته، ونكتفي في هذه المقدمة بما ذكره
الحافظ الذهبي في سيره عن العباس بن الوليد قال: فما رأيت أبي يتعجب من شيء في
الدنيا تعجبه من الأوزاعي، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء، كان الأوزاعي يتيماً
فقيراً في حجر أمه، تنقله من بلد إلى بلد، وقد بلغ حكمك فيه أن بلغته حيث
رأيته.
يا بني! عجزت الملوك أن تؤدب أنفسها وأولادها أدب الأوزاعي في نفسه، ما
سمعت كلمة قط فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه.
يعني: ما تكلم بكلمة خير
إلا احتاج من يستمع إليها إلى إثباتها.
ثم قال: ولا رأيته ضاحكاً قط حتى يقهقه،
ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول في نفسي: أترى في المجلس قلباً لم
يبك.
فرحم الله الأوزاعي وسائر أئمة المسلمين، وجمعنا بهم في عليين، والحمد لله
رب العالمين.

التعريف
بالإمام الأوزاعي وذكر صفاته

اسمه:
عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الشامي الأوزاعي.
مولده: قال أبو مسهر وجماعة: ولد
سنة (88) هـ.
يعني: بعد أبي حنيفة بثمان سنين.
وعن ضمرة قال: سمعت الأوزاعي
يقول: كنت محتلماً أو شبيهاً بالمحتلم في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وقال الوليد
بن مزيد: مولده ببعلبك ومنشؤه بالكرك.
قال الذهبي: كان يسكن عجلة الأوزاع، وهي
العقبة الصغيرة ظاهر باب الفراديس بدمشق، ثم تحول إلى بيروت مرابطاً بها إلى أن
مات.
صفته: قال محمد بن عبد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي فوق الربعة، خفيف
اللحم، به سمرة، يخضب بالحناء.

ثناء
العلماء على الإمام الأوزاعي

عن
عبد الرحمن بن مهدي قال: الأئمة في الحديث أربعة: الأوزاعي، ومالك، وسفيان الثوري،
وحماد بن زيد.
يعني: هؤلاء أئمة زمانهم، الأوزاعي بالشام، ومالك بالمدينة،
وسفيان الثوري بالكوفة، وحماد بن زيد بالبصرة، وكان يمكن أن يضيف سفيان بن عيينة في
مكة، وابن المبارك أيضاً بخرسان.
وعنه قال: ما كان في الشام أحد أعلم بالنسب من
الأوزاعي.
وعن عثمان بن سعيد الدارمي قال: سألت يحيى بن معين عن الأوزاعي ما
حاله في الزهري؟ قال: ثقة، ما أقل ما روى عن الزهري.
يعني: رواياته عن الزهري
قليلة؛ لأنه من نفس الطبقة، من طبقة كبار أتباع التابعين، والذين رووا عن الإمام
الزهري من صغار التابعين، وكان أعلم أهل زمانه.
وعن سفيان بن عيينة قال: كان
الأوزاعي إمام أهل زمانه.
وقال محمد بن سعد: وكان ثقة مأموناً صدوقاً فاضلاً
خيراً، كثير الحديث والعلم والفقه، حجة.
وقال إسماعيل بن عياش: سمعت الناس في
سنة (140) هـ يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة.
وعن محمد بن شعيب قال: قلت لـ
أمية بن يزيد: أين الأوزاعي من مكحول؟ قال: هو عندنا أرفع من مكحول.
قال الذهبي:
بلا ريب هو أوسع دائرة في العلم من مكحول.
وقال الخريبي: كان الأوزاعي أفضل أهل
زمانه.
وعن الوليد بن مسلم قال: ما كنت أحرص على السماع من الأوزاعي حتى رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام والأوزاعي إلى جنبه، فقلت: يا رسول الله!
عمن أحمل العلم؟ قال: عن هذا، وأشار إلى الأوزاعي.
قال الذهبي: كان الأوزاعي
كبير الشأن وقال إسحاق بن راهويه: إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك على أمر فهو
سنة.
لقد كان الإمام الذهبي مؤرخاً، لكنه لم يكن مؤرخاً حاطب ليل يجمع أي أخبار،
ولكن كان يعلق أحياناً ويعترض أحياناً على ما لا يوافق الحق، فعلق على هذه الكلمة
(فهو سنة) فقال الذهبي: بل السنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين
من بعده، والإجماع ما اجتمع عليه علماء الأمة قديماً وحديثاً إجماعاً ظنياً أو
سكوتياً، فمن شذ عن هذا الإجماع من التابعين أو تابعيهم بقول باجتهاد احتمل له،
فأما من خالف الثلاثة المذكورين من كبار الأئمة فلا يسمى مخالفاً للإجماع ولا
للسنة، كما كان الإمام مالك يعتبر إجماع أهل المدينة حجة.
وكان يقول: إن المدينة
هي مدينة العلم وفيها أبناء المهاجرين والأنصار، فلا شك أن الحديث الذي ليس له أصل
في الحجاز كما يقولون انقطع نخاعه، لا بد أن يكون له أصل في الحجاز، ولكن العلماء
بعد الإمام مالك اعترضوا على ذلك، ولم يوافقوه على إن إجماع أهل المدينة حجة؛ لأن
هذا ليس عليه دليل شرعي؛ والعلماء تفرقوا في الأمصار، والإجماع هو إجماع سائر
الأئمة المجتهدين في عصر من العصور.
فلا شك أنه كان في خارج المدينة علماء
مجتهدون، فلا يعتبر إجماع أهل المدينة أو أي بلد من بلاد المسلمين حجة.
كذلك
يعترض هنا الإمام الذهبي على أن اجتماع الثوري والأوزاعي ومالك سنة فيقول: إن السنة
هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده، وأيضاً هذا لا يعتبر
إجماعاً؛ لأن الإجماع ما اجتمع عليه علماء الأمة قديماً وحديثاً، إجماعاً ظنياً أو
سكوتياً، فمن شذ عن هذا الإجماع من التابعين أو تابعيهم بقول باجتهاد احتمل
له.
والذي يخالف الإجماع يكون شاذاً.
يقول: فأما من خالف الثلاثة المذكورين
من كبار الأئمة فلا يسمى مخالفاً للإجماع ولا للسنة، وإنما مراد إسحاق أنهم إذا
اجتمعوا على مسألة فهو حق غالباً.
كما نقول اليوم: لا يكاد يوجد الحق فيما اتفق
عليه أئمة الاجتهاد الأربعة على خلافه، مع اعترافنا بأن اتفاقهم على مسألة لا يكون
إجماع الأمة، ونهاب أن نجزم في مسألة اتفقوا عليها بأن الحق في خلافها، فهذا على
سبيل الغالب.
يعني: لو اجتمع هؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم إسحاق وهم أئمة زمانهم
فغالباً يكون هو الحق.
ومن غرائب ما انفرد به الأوزاعي: أن الفخذ ليست في الحمام
عورة، وأنها في المسجد عورة.
وله مسائل كثيرة حسنة ينفرد بها، وهي موجودة في
الكتب

عبادة
الأوزاعي رحمه الله

قال
الوليد بن مسلم: ما رأيت أحداً أشد اجتهاداً من الأوزاعي في العبادة.
وقال غيره:
حج فما نام على الراحلة، إنما هو في صلاة.
من السنة التنفل في الراحلة في
السيارة في السفينة على الدابة، يقول: حج فما نام على الراحلة إنما هو في صلاة،
يعني: كان إذا نعس استند إلى القتب، وكان من شدة الخشوع كأنه أعمى.
وعن الوليد
بن مزيد قال: كان الأوزاعي من العبادة على شيء ما سمعنا بأحد قوى عليه، ما أتى عليه
زوال قط إلا وهو قائم يصلي.
وقال مروان الطاطري: قال: الأوزاعي من أطال قيام
الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة.
وقال الوليد بن مسلم من علماء الشام:
رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ويخبرنا عن السلف أن ذلك
كان هديهم، فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض، فأفاضوا في ذكر الله والفقه في
دينه.

خشية
الأوزاعي رحمه الله

عن
بشر بن المنذر قال: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع.
وعن أبي مسهر قال: ما
رئي الأوزاعي باكياً قط، ولا ضاحكاً حتى تبدو نواجذه، وإنما كان يتبسم أحياناً كما
روي في الحديث، وكان يحيي الليل صلاة وقرآناً وبكاء.
وأخبرني بعض إخواني من أهل
بيروت أن أمه كانت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقد موضع مصلاه، فتجده رطباً من دموعه في
الليل.
وقال بعضهم: ما رئي الأوزاعي ضاحكاً مقهقهاً قط، ولقد كان يعظ الناس فلا
يبقى أحد في مجلسه إلا بكى بعينه أو بقلبه، وما رأيناه يبكي في مجلسه قط، وكان إذا
خلا بكى حتى يرحم.
يعني: كان أمام الناس لا يبكي، ولكن إذا كان وحده بكى حتى
يرحم.

ورع
الأوزاعي رحمه الله

عن
أبي مسهر قال: حدثنا محمد بن الأوزاعي قال: قال لي أبي: لو قبلنا من الناس كل ما
يعطونا لهنا عليهم.
يعني: قبول الجوائز والهدايا، خاصة من الأمراء.
وعن أحمد
بن أبي الحواري قال: بلغني أن نصرانياً أهدى إلى الأوزاعي جرة عسل.
فقال: يا أبا
عمرو! تكتب لي إلى والي بعلبك، قال: إن شئت رددت الجرة وكتبت لك، وإلا قبلت الجرة
ولم أكتب لك.
قال: فرد الجرة وكتب له فوضع عنه ثلاثين ديناراً.
وعن أبي فروة
يزيد بن محمد الرهاوي قال: سمعت أبي يقول: قلت لـ عيسى بن يونس: أيهما أفضل
الأوزاعي أو سفيان؟ فقال: وأين أنت من سفيان، قلت: يا أبا عمرو ذهبت بك العرقية،
الأوزاعي فقهه وفضله وعلمه، فغضب وقال: أتراني أوثر على الحق شيئاً، سمعت الأوزاعي
يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك
الطلاق والعتاق وأيمان البيعة -يعني: كل هذا بإكراه- فلما عقلت أمري سألت مكحولاً
ويحيى بن أبي كثير وعطاء بن أبي رباح وعبيد بن عمير فقالوا: ليس عليك شيء، وإنما
أنت مكره.
يعني: كان هذا تحت تهديد السلاح بأن يقتل أو يطلق امرأته مثلاً، فهو
لما سألهم قالوا: ليس عليك شيء، وإنما أنت مكره، يقول: فلم تقر عيني حتى فارقت
نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني، فأخبرني سفيان أنه كان يفعل
ذلك.
يعني: فعل ذلك على سبيل الورع، وإلا فقد أفتاه علماء عصره، أنه كان مكرهاً
وليس على المكره شيء.
وعن سعيد بن سالم صاحب الأوزاعي قال: قدم أبو مرحوم من مكة
على الأوزاعي فأهدى له طرائف فقال له: إن شئت قبلت منك ولم تسمع مني حرفاً، وإن شئت
فضم هديتك واسمع.

اتباع
الأوزاعي للسنة

عن
العباس بن الوليد قال: حدثني أبي قال: سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن
رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي، وأنت على
طريق مستقيم.
هذه عدة آثار تدل على اتباعه للسنة، وإنما يعظم شأن الإنسان إذا
عظم شرع الله، وإذا عظم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من هان عليه الشرع
أهانه الله عز وجل: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}
[الحج:18].
فكان الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء
الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي، وأنت على طريق مستقيم.
وعن بقية
بن الوليد وهو أيضاً من علماء الشام، وكان مشهوراً بتدليس التسوية، كما قال بعضهم:
أحاديث بقية غير نقية، فكن منها على تقية.
وليس معنى أنه مدلس أنه وضاع أو أنه
كذاب أو ضعيف، ولكن كما قال الشافعي في الرسالة: من دلس لنا مرة فقد أبان عن عورته
في الرواية، فلا نقبل منه إلا تصريحاً بالسماع، ومن يثبت عنه تدليس التسوية لا بد
أن يكون هناك تصريح بالسماع في كل السند؛ لأنه لا يؤمن أن يكون طوى ضعيفاً بين
ثقتين.
عن بقية بن الوليد قال: قال لي الأوزاعي: يا بقية لا تذكر أحداً من أصحاب
نبيك صلى الله عليه وسلم إلا بخير.
يا بقية العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله
عليه وسلم وما لم يجئ عنهم فليس بعلم.
يعني: أن العلم هو علم الكتاب والسنة بفهم
الصحابة الذين هم سلف الأمة.
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس
بالتمويه.
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه.
فالعلم ما
جاءنا من قبل الصحابة؛ لأنهم هم الذين نقلوا لنا الكتاب والسنة، وأيضاً نفهم الكتاب
والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم.
وعن بقية بن الوليد قال: قال الأوزاعي: لا
يجتمع حب علي وعثمان رضي الله عنهما إلا في قلب مؤمن.
لأنه وجد الشيعة، وفي
مقابلهم النواصب، فالشيعة تشيعوا لـ علي وآل البيت، ونصبوا العداوة للصحابة،
والنواصب تشيعوا للصحابة ونصبوا العداوة لآل البيت.
ولكن المؤمن الذي يتبع سنة
النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع في قلبه حب علي وحب عثمان رضي الله عنهما وعن سائر
الصحابة.
وعن محمد بن كثير المصيصي قال: سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون
متوافرون نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته.
وعن
أبي إسحاق الفزاري قال: قال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل
بما قالوا، وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم، ولا
يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم القول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان
والقول والعمل إلا بالنية وموافقة السنة، وكان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين
الإيمان والعمل، والعمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم جامع كما
يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق بعمله، فتلك
العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله
لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrsalh.roo7.biz
فارس التوحيد
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة
المدير العام والمؤسس لمنتديات الرسالة



الاوسمة : الإمام أبو حنيفة Networkmsr.com.b7f86e8902 الإمام أبو حنيفة Jb12915568671
عدد المساهمات : 271
تاريخ التسجيل : 07/09/2012

الإمام أبو حنيفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أبو حنيفة   الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 08, 2012 5:06 pm

يعني: صدق من قال: ما يتكلم الأوزاعي بكلمة إلا احتاج من يسمعها إلى
إثباتها.
وعن الأوزاعي قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: أنت الذي تأمر
بالمعروف وتنهى عن المنكر، فقلت: بفضلك أي ربي، ثم قلت: يا رب أمتني على الإسلام،
فقال: وعلى السنة.
ورؤية الله عز وجل في المنام جائزة، لأنها ليست رؤيا بالبصر،
وإنما هي رؤية قلبية.

صدع
الأوزاعي بكلمة الحق

عن
أبي خليد عتبة بن حماد القارئ قال: حدثنا الأوزاعي قال: بعث عبد الله بن علي إلي،
وقدمت فدخلت والناس صفان، فقال: ما تقول في مخرجنا وما نحن فيه؟ يعني: عندما قامت
الدولة العباسية قتل عبد الله بن علي كثيراً من أمراء بني أمية، وكان يجبر العلماء
على أن يوافقوه على خروجه وأن يطعنوا في بني أمية، فأرسل إلى الأوزاعي فقال: ما
تقول في مخرجنا وما نحن فيه؟ قال: قلت: أصلح الله الأمير، قد كان بيني وبين داود بن
علي مودة -يعني: أراد أن يهرب من السؤال- قال: لتخبرني، يقول: فتفكرت ثم قلت:
لأصدقنه واستبسلت للموت، ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث: (إنما الأعمال بالنيات)،
وبيده قضيب ينكت به، ثم قال: يا عبد الرحمن! ما تقول في قتل أهل هذا البيت؟ قلت:
حدثني محمد بن مروان عن مطرف بن الشخير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يحل قتل المسلم إلا في ثلاث) وساق الحديث.
فقال: أخبرني عن الخلافة وصية لنا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلت: لو كانت وصية من رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما ترك علي رضي الله عنه أحداً يتقدمه.
قال: فما تقول في أموال بني
أمية؟ قلت: إن كانت لهم حلالاً فهي عليكم حرام، وإن كانت عليهم حراماً فهي عليكم
أحرم.
يعني: إن كانوا نهبوها فلا يجوز لكم أن تنهبوها، وإن كانت عليهم حراماً
فهي عليكم أحرم، فأمر بي فأخرجت.
قال الذهبي: وقد كان عبد الله بن علي ملكاً
جباراً سفاكاً للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما
ترى، لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون من الظلم والعسف،
ويقلبون له الباطل حقاً، قاتلهم الله، أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق.
وعن
أبي الأسوار محمد بن عمر التنوخي قال: كتب المنصور إلى الأوزاعي أما بعد: فقد جعل
أمير المؤمنين في عنقك ما جعل الله لرعيته قبلك في عنقهم، فاكتب إليه بما رأيت فيه
المصلحة مما أحببت.
فكتب إليه: أما بعد: فعليك بتقوى الله، وتواضع يرفعك الله
يوم يضع المتكبرين في الأرض بغير الحق، واعلم أن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه
وسلم لن تزيد حق الله عليك إلا عظماً، ولا طاعته إلا وجوباً.
وعن عبد الحميد بن
بكار قال: حدثنا ابن أبي العشرين قال: سمعت أميراً بالساحل يقول: وقد دفنا الأوزاعي
ونحن عند القبر، رحمك الله أبا عمرو! فلقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني.
يعني: أنه
كان يخاف من هذا العالم أكثر من أمير المؤمنين الذي
ولاه.

شيوخ
الأوزاعي وتلامذته

قال
الحافظ: روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وشداد بن عمار، وعبدة بن أبي لبابة،
وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، وأبي النجاشي عطاء بن صهيب، ونافع مولى ابن عمر،
والزهري ومحمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن سيرين، والمطلب بن عبد الله بن حنطب،
ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويحيى بن أبي كثير، وأبي عبيد المذحجي، وأبي كثير السحيمي،
وسليمان بن حبيب المحاربي، وحسان بن عطية وغيرهم.
وقال الحافظ: روى عنه مالك،
وهو من طبقته، وشعبة وهو قريب منهم، والثوري وابن المبارك وابن أبي الزناد، وعبد
الرزاق وبقية، وبشر بن بكر، ومحمد بن حرب، وعقل بن زياد، ويحيى بن سعيد القطان،
وشعيب بن إسحاق وأبي ضمرة المدني، وصخرة بن ربيعة، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة،
وأبو إسحاق الفزاري، وإسماعيل بن عياش، وغيرهم.

درر
من أقوال الأوزاعي

عن
يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية قال: كتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد: فإنه قد أحيط
بك من كل جانب، وأعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه،
وأن يكون آخر عهدك به.
والسلام.
وعن الأوزاعي قال: إن المؤمن يقول قليلاً
ويعمل كثيراً، وإن المنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً.
فعلامة إيمان إنسان أن
يكون كلامه قليلاً، وعبادته وعمله الصالح كثيراً، وأما المنافق فيقول كثيراً ويعمل
قليلاً.
وعن موسى بن أعين قال: قال لي الأوزاعي: يا أبا سعيد كنا نمزح ونضحك،
فأما إذ صرنا يقتدى بنا ما أرى يسعنا إلا التبسم.
يعني: من صار يقتدى به ينبغي
أن يضبط تصرفاته.
وعن أبي حفص عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال: من أكثر ذكر
الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.
فقال أبو حفص: سمعت سعيد
بن عبد العزيز يقول: ما جاء الأوزاعي بشيء أعجب إلينا من هذا، يعني: من هذه الكلمة،
يقول: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير، ومن علم أن منطقه من عمله قل كلامه.
وعن
الوليد بن مزيد قال: سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم باب
الجدل، ومنعهم العمل، وكذلك العكس بالعكس، وإذا أراد بقوم خيراً فتح لهم باب العمل،
وأغلق عنهم باب الجدل.
وعن محمد بن شعيب قال: سمعت الأوزاعي يقول: من أخذ بنوادر
العلماء خرج من الإسلام.
أي: زلات العلماء، فمن اتبع زلة كل عالم اجتمع فيه الشر
كله.
وعن الأوزاعي قال: ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب
الورع.

وفاة
الإمام الأوزاعي رحمه الله

عن
محمد بن عبيد الطنافسي قال: كنت عند سفيان الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة
من المغرب رفعت، قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي.
وسفيان الثوري كان
بالكوفة، وتكون الشام في جهة المغرب بالنسبة إلى العراق، فقال: كنت عند سفيان
الثوري فجاءه رجل فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب رفعت، قال: إن صدقت رؤياك فقد
مات الأوزاعي، فكتبوا ذلك فوجد كذلك في ذلك اليوم.
وعن أحمد بن عيسى المصري قال:
حدثني خيران بن العلاء -وكان من خيار أصحاب الأوزاعي - قال: دخل الأوزاعي الحمام
وكان لصاحب الحمام حاجة.
يعني: حمامات عامة ليست كالحمامات الموجودة في البيوت،
يدخل الإنسان فيها بالأجرة، يأخذ كمية ماء مسخن ويغتسل في هذه الحمامات، فدخل
الأوزاعي الحمام يقول: وكان لصاحب الحمام حاجة، فأغلق عليه الباب وذهب، ثم جاء ففتح
فوجد الأوزاعي ميتاً مستقبل القبلة.
يبدو من الدخان، أو أتى أجله في هذا
الوقت.
وعن أبي مسهر قال: بلغنا موت الأوزاعي، وأن امرأته أغلقت عليه باب الحمام
غير متعمدة فمات، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف سوى ستة دنانير
فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب رحمه الله في ديوان الساحل.
وقال أبو مسهر وعدة:
مات سنة (157) هـ وزاد بعضهم في صفر.
نكتفي بهذا القدر، أقول قولي هذا، وأستغفر
الله لي ولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تسليماً.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alrsalh.roo7.biz
حفيدة عمر
المديرة العامة والمؤسسة لمنتدي الرساله
المديرة العامة والمؤسسة لمنتدي الرساله



الاوسمة : الإمام أبو حنيفة Networkmsr.com.b7f86e8902 الإمام أبو حنيفة Jb12915568671
عدد المساهمات : 107
تاريخ التسجيل : 08/09/2012

الإمام أبو حنيفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإمام أبو حنيفة   الإمام أبو حنيفة I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 11, 2012 1:29 pm

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمام أبو حنيفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمام شعبة
» الإمام الأوزاعي
» الإمام الزهري
» الإمام الشعبي
» الإمام ابن سيرين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي الرسالة :: ۞ ۞ ۞ المنتديات الاسلامية العامة ۞ ۞ ۞ :: ۞ منتدي أعلام أئمة السلف ۞-
انتقل الى: