أمها أم رُومَان بنت عامر بن عويمر الكنانية.
وُلِدَتْ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس؛ فقد ثبت في "الصحيح" أن النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- تزوجها وهي بنت ست، وقيل سبع، ويجمع بأنها كانت أكملت
السادسة ودخلت في السابعة.
ودخل بها وهي بنت تسع، وكان دخوله بها في
شَوَّال في السنة الأولى
وفي "الصحيح" من رواية أبي معاوية، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن الأسود، قالت: تزوجني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنا بنت ست
سنين، وبَنَى بي وأنا بنت تِسع، وقُبِضَ وأنا بنت ثمان عشرة سنة .
وأخرج ابن
أبي عاصم من طريق يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن
عائشة، قالت: لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم بن الأوقص امرأة عثمان بن مظعون
وذلك بمكة: أي رسولَ الله، ألا تَزَوَّج؟ قال: مَنْ؟ قالت: إن شئت بِكرًا، وإن شئت
ثَيِّبًا؟
قال: فَمَنْ البِكْرُ؟ قالت: بنت أحبّ خلق الله إليك، عائشة بنت
أبي بكر. قال: ومَنْ الثيِّب؟ قالت: سودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك. قال: فاذهبي
فاذكريهما عليَّ.
فجاءت فدخلت بيت أبي بكر، فوجدت أم رُومَان، فقالت: ما أدخل
الله عليكم من الخير والبركة! قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلى الله
عليه وآله وسلم- أخطب عليه عائشة. قالت: وددْتُ، انتظري أبا بكر، فجاء أبو بكر
فذكرت له، فقال: وهل تصلح له وهي بنت أخيه؟
فرجعت فذكرت ذلك للنبي -صلى
الله عليه وآله وسلم-، قال: قولي له أنت أخي في الإسلام وابنتك تَحِلُّ لي، فجاء
فأنكحه وهي يومئذ بنت ست سنين
وفي "الصحيح" أيضا: لم ينكح بِكْرًا غيرها، وهو
متفق عليه بين أهل النقل.
وكانت تكنى أم عبد الله، فقيل إنها ولدت من النبي
-صلى الله عليه وآله وسلم- ولدًا فمات طفلا، ولم يثبت هذا، وقيل كناها بابن أختها
عبد الله بن الزبير
قال الشعبي: كان مسروق إذا حدَّث عن عائشة قال: حدثتني
الصادقة ابنة الصديق حبيبة حبيب الله.
وقال أبو الضحى، عن مسروق: رأيت
مشيخة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأكابر يسألونها عن الفرائض .
وقال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أَفْقَهَ الناس وأعلم الناس وأحسن الناس
رأيًا في العامة .
وقال هشام بن عروة، عن أبيه: ما رأيت أحدًا أعلم بفقه
ولا بطب ولا بشعر من عائشة .
وقال أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه: ما أشكل
علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علمًا .
وقال الزهري: لو
جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة
أفضل .
وأسند الزبير بن بكار، عن أبي الزناد، قال: ما رأيت أحدًا أَرْوَى
لشعرٍ مِنْ عروة، فقيل له: ما أَرْوَاكَ! فقال: ما روايتي في رواية عائشة؛ ما كان
ينزل بها شيء إلا أنشدتْ فيه شعرًا .
وفي "الصحيح" عن أبي موسى الأشعري
-مرفوعا: فضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيدِ على سائر الطعام .
وعن مرسل
مسلم البطين، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: عائشة زوجتي في الجنة
، ومن طريق أبي محمد مولى الغِفَاريين أن عائشة قالت: يا رسول الله، مَنْ أزواجُكَ
في الجنة؟ قال: أنت منهنَّ .
قالت عائشة: فُضِّلْتُ بِعَشْرٍ... فذكرت مجيء
جبريل بصُورتها .
قالت: ولم ينكِحْ بكرًا غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري،
وأنزل الله براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، وكنت أغتسل أنا وهو من
إناء واحد، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سَحْرِي ونَحْرِي في بيتي وفي
ليلتي، ودفن في بيتي .
وروى عنها من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو
هريرة، وأبو موسى، وزيد بن خالد، وابن عباس، وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن
يزيد، وصفية بنت شيبة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وعبد الله بن الحارث بن نوفل،
وغيرهم .
ماتت سنة ثمان وخمسين في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان
عند الأكثر، وقيل سنة سبع؛ ذكره علي بن المديني، عن ابن عيينة، عن هشام بن عروة،
ودُفِنَتْ بالبقيع .