[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]أيها الحاج، لعلك ذقت في بداية حجك بعض التعب والنصب، ولكن لعل "لذة" ما تجد في قلبك يُنسيك كل ما تجد.
اسمح لي أن أنتقل بك إلى باب جميل، تدخل من خلاله إلى ربك الحميد المجيد، إنه باب "الافتقار" والذل والخضوع بين يدي الله تعالى.
في الحج تنطلق من الحجيج الكلمات من القلب عبر الدعاء لتصعد نحو السماء إلى الرب القريب المجيب.
نعم، في الحج يحلو الدعاء، وترتسم على العيون معالم البكاء، وترتفع من
الألسن آهات الهم والبلاء، لتعبِّر عن مدى همومها وأحزانها، فيا عجبًا لحال
الحجيج.
يُجمع الحجيج على النداء بـ"يا رب"، وهي الكلمة التي تؤكد مدى الحاجة إلى العون الإلهي لك أيها العبد الضعيف.
في الحج يكثر الداعون لربهم على اختلاف اللغات، وتنوع الحاجات وتفنن
الكلمات، والكل يدعو ربًّا واحدًا سميعًا قريبًا مجيبًا، فسبحان من أحصاهم
وعدهم عدًّا! وسبحان من يرى مكانهم ويسمع نداءهم ولا يشغله سمعٌ عن سمع!
هناك تظهر معالم العبودية، وتتأكد مظاهر الوحدانية للواحد الأحد {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
هناك تفرَّج الكربات، وتُمحى السيئات، وتُقال العثرات، {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ} [الشورى: 25].
إِنها فرصة لكل مهموم، وكل مكروب، وكل مذنب، وكل حزين، أن يطرح نفسه في
الحج على عتبات باب "الافتقار"؛ لعل دمعةً عند الباب تزيل الهم، وتكشف
الغم، ولعل دمعةً عند الباب تمحي بها ذنوبك وسيئاتك {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم: 32].
فيا أيها الحاج، أحسن الظن بربك، ولا تحمل همَّ الإجابة، ولكن أطلق
عبراتك قبل عباراتك، وسترى أن رحمة الله ليست ببعيدة عنك، وستوقن أن الله
سيحسن إليك مع أنك طالما أسأت فيما بينك وبينه.