الترغيب
في البداءة بالخير ليستن به
والترهيب
من البداءة بالشر خوف أن يستن به
61(1) (صحيح) عن جرير رضي الله عنه
قال
كنا
في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم غزاة مجتابي النمار
والعباء متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر وجه رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما رأى ما بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى ثم خطب
فقال يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة إلى آخر الآية إن الله كان
عليكم رقيبا (النساء 1 )
والآية
التي في الحشر
اتقوا
الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد (الحشر 81 )
تصدق
رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال ولو بشق
تمرة
قال
فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت قال ثم تتابع الناس حتى
رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه
مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من
سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من
أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن
ينقص من أوزارهم شيء
رواه
مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي باختصار القصة
قوله
مجتابي هو بالجيم الساكنة ثم تاء مثناة وبعد الألف باء موحدة والنمار جمع نمرة وهي
كساء من صوف مخطط أي لابسي النمار قد خرقوها في رؤوسهم والجوب
القطع
وقوله
تمعر هو بالعين المهملة المشددة أي تغير
وقوله
كأنه مذهبة ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة وهاء مضمومة ونون وضبطه بعضهم بذال معجمة
وبفتح الهاء وبعدها باء موحدة وهو الصحيح المشهور ومعناه على كلا التقديرين ظهر
البشر في وجهه صلى الله عليه وسلم حتى استنار وأشرق من السرور والمذهبة صحيفة منقشة
بالذهب أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب يصف حسنه وتلألؤه صلى الله عليه
وسلم
62(2) (حسن صحيح)
وعن حذيفة رضي الله عنه قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك
القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
من سن خيرا فاستن
به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان
عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا
رواه أحمد والحاكم
وقال صحيح الإسناد
63(3) (صحيح)
ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة
64(4) (صحيح) وعن
ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
ليس من نفس تقتل
ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن
القتل
رواه البخاري
ومسلم والترمذي
65(5) (حسن صحيح)
وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
من سن سنة حسنة
فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها
حتى تترك ومن مات مرابطا جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم
القيامة
رواه الطبراني في
الكبير بإسناد لا بأس به
66(6) (حسن لغيره) وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال
إن
هذا الخير خزائن ولتلك الخزائن مفاتيح فطوبى لعبد جعله الله عز وجل مفتاحا للخير
مغلاقا للشر وويل لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا
للخير
رواه
ابن ماجه واللفظ له وابن أبي عاصم وفي سنده لين وهو في الترمذي
بقصة